تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

باحثون يناقشون دور الأسرة والتعليم بالدول العربية

هسبريس من الرباط
الخميس 12 دجنبر 2019
قالت خديجة مفيد، رئيسة “مركز الدراسات الأسرية والبحث في القيم والقانون”، إن التعليم “بات من المشاكل التي تشغل بال الباحث والسياسي والمفكر والأسرة على وجه الخصوص، حيث أصبحت تواجه تحديات كبيرة من أجل توفير الكرامة والجودة التربوية والتعليمية لأبنائها”.

وأضافت رئيسة “مركز الدراسات الأسرية والبحث في القيم والقانون”، خلال ندوة دولية انطلقت الثلاثاء بمدينة الجديدة في موضوع “الأسرة والتعليم والتربية في الوطن العربي.. أي آفاق في ظل الأهداف الانمائية 2030″، أن التعليم والأسرة “هما المؤسستان الحيويتان في بناء الإنسان وأن على صانع القرار أن يستعين بما يقرره المفكرون والمختصون بهذا الخصوص وأن يستنير بهم في وضع السياسات العمومية ذات الصلة”.

 

واعتبرت مفيد، في كلمتها خلال الندوة التي سهر على تنظيمها “مركز الدراسات الأسرية والبحث في القيم والقانون” بشراكة مع “مختبر دراسات الفكر والمجتمع” بجامعة أبي شعيب الدكالي وبحضور ممثلين عن “منظمة الأسرة العربية” و”معهد الدوحة الدولي للأسرة”، أن المثقف والعالم “هو ما يحتاج إليه الرأي العام والشأن العام اليوم أكثر من غيره؛ لأنه يمثل البحث في هدوء ومن يقيم العلاقة بين القضايا، وينظر برؤية علمية متخصصة لا تعتمد على الانفعال ولا المواقف الإيديولوجية وإنما البحث والتمحيص والتفسير لاستخلاص ما ينفع السياسي والفاعل في المؤسسات”.

من جانبه، قال رشيد هلال، نائب رئيس جامعة أبي شعيب الدكالي، إن الوقت الحاضر “يعرف مشاكل عديدة في الأسرة والمدرسة والتعليم والتربية، تضع القائمين على هذا الشأن في حيرة من أمرهم ويصعب عليهم فهم وإدراك وتحليلها ووضع التقويمات الصحيحة والحلول الناجعة”، مشيرا إلى أن الحلول الناجعة لا بد لها أن تستجيب لخصوصيات مجتمعاتنا مع الانفتاح في الوقت ذاته والتطلع إلى الابتكار، داعيا إلى ترك الميدان كي يفتي فيه أهل الاختصاص؛ “لأننا للأسف هناك في الوقت الحالي أشخاص كثر لا علاقة لهم بميدان التربية يتفوهون بأمور كثيرة لا رأس لها ولا أساس”.

حسن قرنفل، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة أبي شعيب الدكالي، قال، في مداخلته، إن الأسرة والمدرسة يتبادلان اللوم حول من يتحمل المسؤولية في ما آلت إليه الوضعية بالنسبة إلى شبابنا ولفئات عديدة في المجتمع؛ “فالأسرة تعتبر أن ما نعيشه اليوم تتحمل مسؤوليته المؤسسات التربوية، والمدرسة تحمل جزءا من المسؤولية للأسرة باعتبار أن استقلالها عن التأطير هو السبب في كون العملية التربوية لا تثمر ولا تعطي النجاح المطلوب”.

 

كما اعتبر عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة أبي شعيب الدكالي أن واقع الحال “يكشف على ضرورة أن يكون هناك تعاون تام بينهما لإسهام جماعي في تكوين نشء يعتمد عليه في بناء الوطن”، مضيفا أن الأسرة والمدرسة “هما المؤسستان الأكثر أهمية وتأثيرا في مجتمعاتنا الراهنة، إذ إن الأسرة هي المشتل الأساسي لكل التنظيمات والمؤسسات الاجتماعية وحسن سيرها ضمانة لحسن سير المجتمع أو فشله في المستقبل، كما أن المدرسة بالمقابل هي التي تعمل على تنشئة الأفراد والمواطنين وتهيئتهم ليكونوا صالحين داخل المجتمع”.

من جانبها، قالت هدى بنيوسف، الأمينة العامة لمنظمة الأسرة العربية، إن المتتبعين والدارسين لحالة الأسرة العربية اليوم “يقرون بأنها فقدت الكثير من خصائصها، وأضاعت العديد من مقوماتها، فتراجعت مكانتها وقل تأثيرها في مجريات الأحداث، وضعف أداؤها داخل البيت الذي تعرض إلى التصدع”، مضيفة في كلمة ألقيت بالنيابة عنها أن تحول الأسرة من ممتدة إلى نووية من ناحية، والتطور والتحديث الذي جعلها أميل إلى التمغرب منه إلى التمشرق من ناحية أخرى؛ “كان له انعكاس مباشر على تـماسك المجتمعات العربية”.

كما شددت المتحدثة على أن استقرار المجتمعات وضمان أمنها “ترتكز أساسا على تماسك الأسرة وتوفير الأرضية الصلبة لها، لتمكن من أداء وظائفها، وتجسيم الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المنتظرة منها بالتعاون مع كل التنظيمات المدنية، ومؤسسات الدولة، وحتى القطاع الخاص”.

 

من جانبها، قالت شريفة نعمان العمادي، مديرة “معهد قطر الدولي للأسرة”، إن أجندة التنمية المستدامة لا يمكن أن تبدأ إلا من الأسرة، وأضافت أن الأسرة ينبغي وضعها كأولوية باعتبارها البيئة الحاضنة للطفولة والنشء وكبار السن، وباعتبارها أيضا وحدة أساسية للمجتمع ولا غنى عنها في إستراتيجيات التنمية.

وزادت: “للأسف، اليوم هناك من يدعو إلى العناية بالمرأة أو الطفل أو المعاق كلا على انفراد وبمعزل عن الأسرة، وهذا يضيع الكثير من المكتسبات”.

وشدد عبد المجيد بوشبكة، مدير مختبر دراسات الفكر والمجتمع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة أبي شعيب الدكالي بالجديدة، على أن المعطيات مقلقة بخصوص الأسرة، وأننا “بتنا نسمع يوميا ما لا نتمنى سماعه عن الأسرة؛ وهو ما يجعل كل المجهودات يمكن أن تقوم بها المنظمات والهيئات في سبيل الأسرة مجهودات محمودة”.

وأضاف مدير مختبر دراسات الفكر والمجتمع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية أن الأسرة تعتبر النواة الأساسية للمجتمع، مشيرا إلى أن “قيم الفرد هي التي تشكل قيم المجتمع؛ وهو ما يعني أن هذه القيم عندما تغيب عن الأفراد فلا شك تغيب في المجتمعات، وتكون النتيجة هي ما نراه صباح مساء”.

date
Image
media
Donate